كيف تستخدم انترنت الاشياء لتسهيل أعمالك وتوفير المزيد من المال؟

------
ماذا لو خرجت مسرعًا من بيتك وتركت إضاءة بيتك مفتوحة نسيانًا منك ولم تذكر ذلك إلا وأنت غارق في ازدحام عملك البعيد من بيتك؟

بالفعل سيشغل ذلك فكرك.. لكن ماذا لو حصلت لك هذه المشكلة وتذكرتها بابتسامة ثم حملت هاتفك المحمول وبضغطة زر واحدة أطفأت كل الإضاءة في بيتك وتابعت عملك بكل ابتسامة؟ لا شك بأن هذا الأمر مريح.ما سبق توصيف بسيط لتكنولوجيا أضحت تنتشر اليوم بشكل كبير في حياتنا العامة والخاصة، بل وأصبحت تعمل على أن يكون الإنسان أو غيره من الأشياء تتفاعل مع بعضها عبر الانترنت وفق بيانات معينة لتحقيق مصلحة عامة وبكلفة مالية أقل، هذه التكنولوجيا هي ما أطلق عليها (انترنت الأشياء) أو (Internet Of Things) والتي تُسمى اختصارًا (IoT) وهي تمثّل الجيل الجديد للإنترنت، فما هي انترنت الأشياء وما هي أهميتها بالنسبة للشركات أو المجتمعات المستخدمة لها؟

ما هي تقنية انترنت الأشياء؟

الاتحاد الدولي للاتصالات وعبر مبادرة أطلقها سابقًا (مبادرة المعايير العالمية بشأن إنترنت الأشياء) عرف فيها انترنت الأشياء بأنها: بنية تحتية عالمية من أجل مجتمع المعلومات،تمكن الخدمات المتقدمة عبر توصيل الأشياء (المادية والافتراضية) استناداً إلى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات القابلة للتشغيل البيني القائمة والمتطورة​.وبشكل عام وواضح فإن انترنت الأشياء internet of things هي عبارة عن ارتباط (أشياء) مع بعضها البعض في إطار شبكة الانترنت، وتتواصل هذه (الأشياء) فيما بينها ضمن تبادلها لبيانات data معينة لتحقيق خدمة ما وفق برمجة مسبقة ومدروسة.
وهنا نقصد (بالأشياء) كل ما له صلة بالمنظومة المتواصلة مع بعضها في إطار تقديم الخدمة تلك بالتواصل عبر شبكة الانترنت، فربما تكون آلة أو سيارة أو غسالة وما تليها من أثاثات، وربما يكون إنسان، وربما جهازًا أو غيرها من الأشياء، وحول هذه المنظومة وتجاربها التي كانت لها الكثير من الفائدة على الإنسان، أدرك الإنسان أهميتها، كما أن التطور التكنولوجي المتسارع في وقتنا الحاضر فرض على الإنسان استخدام هذه التكنولوجيا من ناحية، وأشبع التكنولوجيا بالمزيد من الأنسنة لتتخاطب مع الإنسان ككائن يلبي حاجياته وطموحاته ورغباته في الحياة.

كيف تعمل الأجهزة التقنية وفق هذا المجال؟

إن العمل وفق هذا المجال هي عملية تقنية وبرمجية بحتة، وأكثر ما ساعد انترنت الأشياء internet of things على الانتشار هي الهواتف الذكية وارتباطها الوثيق بشبكة الانترنت، وقد يكون فهم هذا المجال غير واضحًا لبعض الأشخاص وهنا نضرب مثالًا بسيطًا حول هذه النقطة حتى يتسنى للقارئ معرفة هذا المجال الجديد، فمثلًا (Uber) هي شركة أمريكية تتيح لمستخدمي الهواتف الذكية طلب سائق مع سيارته بغرض التنقل، هذه الشركة أصدرت لها تطبيق على الهواتف الذكية يعمل بالنظامين IOS و Android وله نسخة باللغة العربية لعمل الشركة في عدد من الدول العربية، فالمستخدم للهاتف الذكي يمكنه التعامل مع التطبيق الموصول بالانترنت بسهولة في طلب السيارة مع سائقها وتحديد مكانه ولون السيارة ورقمها، كما يقوم التطبيق ذاته بمخاطبة المستخدم بالوقت الذي سيستغرقه السائق للوصول إليه، وبعد الطلب ما هي إلا لحظات وترى السائق والسيارة أمامك.
هذه التكنولوجيا التي أتاحت للأشياء التخاطب مع بعضها، هي تتم وفق برمجة تقنية محددة عبر بيانات معلوماتية Data يمكن للشركة العمل عليها وتطويرها بين الحين والآخر بما يتناسب مع تطورات العصر والمرحلة، وقياسًا على هذا المثال فهناك الكثير من النماذج الأخرى التي تدخل مجال انترنت الأشياء ومن أهمها أيضًا نظارات جوجل أو Google glass وغيرها.

انترنت الأشياء وتدخلها بالصناعة:

صحيح أن استخدام انترنت الأشياء في أغلب بلدان عالمنا العربي مازال بعيدًا عما وصلت إليه بعض البلدان الأجنبية، إلا أنه آخذ في الانتشار لا محالة خاصة مع ازدياد مستخدمي الهواتف الذكية المرتبطة بالانترنت الواصل عددهم إلى أكثر من (304) مليون مستخدم بداية 2019 حسب تقرير We are social & Hootsuite، وتوقعت (جارتنر) للأبحاث في تقرير لها أن عدد الأجهزة المتصلة بالانترنت عالميًا سيصل إلى (20.4) مليار بحلول العام 2020، كما أن حجم السوق المحتمل لإنترنت الأشياء حاليًا حسب (جونيبر) للأبحاث وصل إلى (1.7) تريليون دولار.
هذا الحجم السوقي الهائل والتطور المستمر حتّم على انترنت الأشياء internet of things الدخول في المجالات الصناعية وما ساعدها على الدخول بقوة في مجال الصناعات إمكانية تحليل البيانات الكبيرة (Big Data Analytics) عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وارتباط ذلك بكل آلات وأجزاء المصنع والتعامل معها بشكل آلي تقني، ولم يعد دور الإنسان في هذا الجانب غير المراقبة واستمرارية التطوير وجزء من الصيانة ورفع الكفاءة والتدقيق وتوجيه هذه التقنية إلى كل ما يفيده في زيادة الإنتاجية وتعزيز الجودة.
المجال الصناعي لم يقتصر على توظيف انترنت الأشياء internet of things في هذا الإطار وحسب، بل وصل إلى تركيب أجهزة الإنذار والتحذير للمحافظة على العاملين واستخدام لوحة البيانات للإرسال والاستقبال والتحليل والقياس وغيرها من الخطوات الصناعية ذات الجهد الكبير والدقة العالية.

(IoT) تقنية تجذب أكبر الشركات:

انترنت الأشياء internet of things تقنية تجاوزت الاستخدام على المستوى الشخصي أو العائلي، حيث أصبحت الكثير من الشركات الكبرى تستخدمها في عملها مع موظفيها أو عملائها ومن أهم تلك الشركات جوجل Google وأمازون Amazon وغيرها، كما أن هناك العديد من الدول باتت تستخدم هذه التقنية في مجالاتها وتسهيل نشاطاتها بدقة عالية وكلفة مالية أقل، ومثالها اعتماد مطار هونغ كونغ كاملًا على التقنية من تتبع الأمتعة والشحن والاستلام بكل صالات المطار بشكل الكتروني دون تدخل الإنسان.
وإلى جانب هذا الاستخدام فإن حجم الإنفاق على الاستثمار في مجال انترنت الأشياء internet of things ازداد أيضًا في عام 2019 وسيزداد بشكل ملفت في الأعوام القادمة في العالم ومنها دول الشرق الأوسط وأفريقيا حسب تقرير شركة (IDC)، فقد أشار التقرير إلى أن حجم الإنفاق على انترنت الأشياء سينمو في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بنسبة أكثر من (15%) على أساس سنوي في عام 2019 على أن يصل حجم هذا الإنفاق إلى (17.63) مليار دولار بحلول عام 2023 وذلك بتزايد استثمارات الحكومات والشركات في مشاريع التحول الرقمي.
وذكر التقرير أن الدول الأربع في المنطقة وهي جنوب إفريقيا (1.9 مليار دولار)، والمملكة العربية السعودية (1.49 مليار دولار)، وتركيا (1.24 مليار دولار)، والإمارات العربية المتحدة (0.65 مليار دولار)، هي الدول المتوقع أن تمثّل كبرى الدول المنفقة على هذا الاستثمار، بنسبة (62%) من المجموع نفقات إنترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في عام 2019.

هل فكرت الآن في استخدام انترنت الأشياء؟

إذن، إذا كنت تمتلك شركة أي كان حجمها فهل فكرت يومًا في تطويرها واستخدام انترنت الأشياء internet of things للمساهمة في تسهيل عملك الإداري والتنظيمي وتوفير المزيد من المال؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *