برنامج تربصات السنوات الأولى و الثانية الجامعية لسنة 2025 في إتقان

من لا يتقدم يتقادم، من لا يتجدد يتبدد ومن لا يتطور يتدهور.

هذه الجملة تدفعنا في إتقان كشركة، نحو محاولة دائمة لتحسين ما نقوم بتقديمه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتقديم فرص تربصات ذات فائدة حقيقية.

هذا العام، قررنا بناء برنامج تربصات جديد خصيصا لطلبة السنوات الجامعية الأولى و الثانية، من أجل مزيد إدماجهم في الحياة المهنية ومساعدتهم على تطوير مجموعة المهارات التقنية والناعمة (Soft Skills & technical skills) المطلوبة في المحيط العملي.

جرت العادة أننا نتلقى عددا كبيرا من طلبات التربص كل سنة من طلاب جميع المراحل الجامعية، لذلك نحاول دمج أكبر عدد ممكن منهم، مع المحافظة على معايير جيدة للتأطير الذي يتلقونه.

و في حين أن طلاب السنة الثالثة يكون تركيزهم على ما يعرف بمشاريع التخرج (PFE/Projet De Fin D’Études)، والتي تتطلب جهدا تقنيا كبيرا. فـ على عكس هذا، طلاب السنوات الأولى والثانية ليسوا بنفس الدرجة الأكاديمية بعد للعمل على مشاريع معقدة. من أجل هذا، تسمح الجامعات لطلاب السنة الأولى “بالملاحظة فقط” في البيئات المهنية، بينما يُسمح لطلاب السنة الثانية بالعمل على مشاريع خفيفة نسبيا.

لذا كان السؤال الرئيسي هذا العام في دورة 2025:

كيف يمكننا رفع جودة التربصات لطلبة السنة الأولى والثانية؟

بعد عدة جلسات عصف ذهني (brainstorming)، وللاستفادة القصوى من وقتهم معنا، قمنا بتصميم برنامج مرن مصمم وفقا لمستويات مهاراتهم وأهدافهم التعليمية.

أولا – مخطط برنامج التربص

من طلاب السنة الأولى والثانية، قمنا باختيار 34 طالبا من مختلف المؤسسات الجامعية، و بدلا من تعيين مشاريع فردية، قمنا بتقسيمهم إلى 6 فرق: خمسة فرق تركز على التطوير، وفريق واحد مخصص للرصد والتقييم والإشراف. والتالي هي التفاصيل:

فرق التطوير

1. الفريق المسمى “DEV N1”:
   • عدد الأعضاء: 6 طلاب من السنة الثانية.
   • العمل المطلوب: العمل على بناء مشروع باستخدام Node.js، وهي لغة برمجة لتطوير تطبيقات المواقع والبرامج على الويب.
   • المسؤولية الرئيسية: يقوم الفريق اختيار قائد لتنسيق المهام وضمان تقدم سلس للمشروع.
2. الفريق المسمى “DEV N2”:
   • عدد الأعضاء: 6 طلاب من السنة الثانية.
   • العمل المطلوب: بناء مشروع باستخدام Node.js.
   • المسؤولية الرئيسية: اختيار قائد لإدارة المشروع وتنظيم عمل الفريق.
3. الفريق المسمى “DEV P1”:
   • عدد الأعضاء: 6 طلاب من السنة الثانية.
   • العمل المطلوب: بناء نفس المشروع مثل فريق DEV N1 ولكن باستخدام PHP، وهي لغة برمجة مستخدمة على نطاق واسع لتطوير تطبيقات الويب.
   • المسؤولية الرئيسية: اختيار قائد لتنسيق المهام والالتزام بالمواعيد النهائية.
4. الفريق المسمى “DEV P2”:
   • عدد الأعضاء: 6 طلاب من السنة الثانية.
   • العمل المطلوب: بناء نفس المشروع مثل فريق DEV N2 ولكن باستخدام PHP.
   • المسؤولية الرئيسية: اختيار قائد لإدارة سير العمل.
5. الفريق المسمى “DEV F”:
   • عدد الأعضاء: 6 طلاب (2 من السنة الثانية و4 من السنة الأولى).
   • العمل المطلوب: استخدام أي تقنية خلفية (Backend) يختارونها لإنشاء مشروع، الخيار هنا متروك للفريق.
   • المسؤولية الرئيسية: اختيار قائد لإدارة الفريق.

فريق الرصد

• عدد المشاركين: 4 طلاب من السنة الأولى.
• الدور: على عكس فرق التطوير، يلعب فريق الرصد دورا أساسيا في الإشراف، والتقييم، ومساعدة جميع الفرق الأخرى على التقدم في إنجاز مشاريعهم.
• المهام:
  1. تتبع تقدم إنجاز المشاريع بشكل يومي:
     • مراقبة الأنشطة اليومية لكل فريق تطوير.
     • التأكد من أن المهام تتقدم وفقا للجدول الزمني المخطط.
     • ملاحظة التأخيرات و العوائق.
  2. إعداد التقارير:
     • إعداد تقارير مفصلة ومنظمة حول تقدم إنجاز المشاريع لدى جميع فرق التطوير.
     • توثيق الإنجازات، والتحديات التي واجهتها الفرق، والحلول التي تم تنفيذها.
     • تلخيص الأنشطة اليومية في ملاحظات يتم عرضها على إدارة الشركة.
  3. الدعم والتنسيق:
     • الحلول كوسيط بين الفرق لضمان التواصل والتعاون المفتوحين بينهم عند الحاجة.
  4. إدارة النزاعات والدبلوماسية:
     • تحديد ومعالجة أي نزاعات شخصية أو تقنية داخل الفرق أو بينها.
     • استخدام مهارات الدبلوماسية والاتصال للتوسط في النزاعات واقتراح حلول.
  5. القيادة والتنظيم:
     • اختيار قائد داخل فريقهم لتنسيق المهام وضمان وحدة الفريق أثناء العمل والتواصل مع جميع الأطراف الأخرى (فرق التطوير الخمس، وإدارة الشركة).
     • تقسيم الأدوار داخل فريق الرصد لتسهيل مهام إعداد التقارير والتقييم والتواصل مع إدارة إتقان.
     • الحفاظ على جدول زمني للمهام والمواعيد النهائية لفريقهم ولجميع فرق التطوير.
  6. الملاحظة والتوصيات:
     • تقديم توصيات، متى سنحت الفرصة، لتحسين نتائج المشاريع أو تحسين دورات عمل الفرق.
     • تسليط الضوء على المجالات التي تفوقت فيها الفرق أو التي تحتاج إلى دعم إضافي، وتقديم اقتراحات للتحسين.
     • تقديم تقرير شامل نهائي يلخص النتائج والدروس المستفادة طوال فترة التدريب.

مع كل هذا، ندرك أنه من الطبيعي جدا لأعضاء فريق الرصد كطلاب سنة أولى، ألا قد لا يكون لديهم المعرفة و كل المهارات المطلوبة بنسبة 100 بالمئة لأداء هذه المهام. من أجل ذلك، كان هذا هو السبب الرئيسي وراء هذه الفرصة – لتشجيعهم على البحث، واستكشاف مواضيع غير مألوفة لهم أكاديميا لم يتعرضو لها بعد، مما يعزز عقلية البحث العلمي و النمو لديهم.

ثانيا – المنهجية

أهم ميزة في برنامج هذا العام هي أن فرق “DEV N1″ و”DEV P1” مكلفة ببناء نفس المشروع باستخدام تقنيات مختلفة (Node.js وPHP على التوالي).

وبالمثل، تم تكليف فرق “DEV N2″ و”DEV P2” بنفس المشروع باستخدام تقنياتهم الخاصة.

يتيح هذا التقييم تقييم تقدم وأداء الفرق المختلفة التي تعمل على أهداف متطابقة ولكن باستخدام أدوات مختلفة. و يجيب على سؤال: “ماذا لو أعطينا نفس المشروع، لفريقين مختلفين، بأعضاء قادمين من خلفيات مختلفة، كي يعملوا عليه بإستخدام تقنيات مختلفة؟”

كما يوفر سلة ملاحظات قيمة لكيفية تأثير التقنيات المختلفة على سرعة التطوير و ديناميكيات العمل الجماعي و منهجية حل المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، يمنح فريق الرصد طريقة منظمة لتقييم النتائج ومقارنتها.

هذا الإعداد يمكّن أيضا فريق الرصد من تطوير مجموعة قيمة من المهارات الناعمة (Soft skills)، بما في ذلك إدارة الوقت، تنسيق العمل ضمن فريق، الكفاءة التنظيمية، التواصل المهني (professional socializing)، والإشراف الدبلوماسي في إدارة المسؤوليات وضمان سير العمل المتناغم بين الفرق.

ثالثا – الجدول الزمني

يحضر كل فريق تطوير حصتين في مكاتب الشركة أسبوعيا للعمل على مشاريعهم، بينما يكون فريق الرصد متواجدا بشكل يومي لتلبية مسؤوليات الإشراف، و القادة الذين يتم انتخابهم من قبل كل فريق يلعبون دورا أساسيا في الحفاظ على التواصل، وتوجيه فرقهم نحو الأهداف، والتغلب على تحديات المهام الموكلة لهم.

رابعا – الأهداف

1. تقريب الرؤى الأكاديمية-المهنية: من خلال تعريف الطلاب بالبيئات المهنية في وقت مبكر من حياتهم الأكاديمية، نهدف إلى تعزيز ثقتهم واستعدادهم للعمل المستقبلي.
2. تعزيز روح الجماعة والتعاون: العمل ضمن فرق يساعد الطلاب على تعلم قيمة العمل الجماعي، والاتصال، والقيادة.
3. تعليم المهارات الناعمة: بالإضافة إلى المهارات التقنية، يكتسب الطلاب خبرة في إدارة المشاريع، وتوزيع المهام، وحل المشكلات.
4. تشجيع الابتكار: من خلال السماح بالمرونة في تركيز المشاريع واختيار التقنيات و إعطائهم هامشا من الحرية في كل فريق فيما بينهم، يتم تشجيع الطلاب على استكشاف حلول إبكتارية.
5. تقييم فعالية الأدوات المستخدمة: من خلال منهجية المقارنة في إعطاء نفس المشاريع للفرق لكن للعمل عليها باستخدام تقنيات وأدوات مختلفة، يمكننا فهم الفروقات العملية ونقاط القوة للأدوات المختلفة بشكل أفضل عند إعطائها للطلبة.

خامسا – ماذا بعد؟

في حين أننا في بداية هذا البرنامج، لكننا متحمسون لرؤية نتائج هذا الشكل الجديد من إدارة الطلبة لمشاريعهم والتعاون فيما بينهم، نؤمن بأن هذه المنهجية ستوفر للطلاب لا فقط المهارات التقنية ولكن أيضا فهما معمقا لما يعنيه العمل في بيئة مهنية و كون العمل في مجال علوم الإعلامية ليس برمجة فقط، بل يتطلب أيضا الإعداد الشامل كي يكون الطالب مبتكرا، وقادرا على التكيف، والتواصل السليم، والإدارة (الأشخاص والمشاريع على حد سواء).

سنقوم بنشر تحديث مماثل حول البرنامج مع حوصلة للنتائج والمخرجات بعد نهاية فترة التربصات.